هل توجد حياة على المريخ؟ من بين كل الكواكب في ذاك الفضاء الهائل الفسيح، وفي تلك المجرّات التي لم تكتشف بعد، وعلى بعد مئات السنين الضوئية، هل نعيش لوحدنا في هذا الكون؟ ألا يمكن أن يكون هناك أملٌ بأن توجد حياة أخرى على أحد الكواكب المجهولة؟ لكن لماذا نبتعد كثيرًا والمريخ (الكوكب الأحمر) جارنا؟ تُرى، هل هناك أملٌ في الحياة على المريخ إن بدأ كوكب الأرض بالتقاط آخر أنفاسه؟ سوف نتابع معا اجابة هذه الأسئلة من خلال موقع عرب طب .
كيف ستكون الحياة على المريخ؟
حسبما استعرضت مجلة “فوربس” الشهيرة من معلوماتٍ حصل عليها العلماء خلال السنوات الماضية من مختلف المركبات الفضائية، فقد توصل العلماء إلى إجابةٍ جزئيةٍ لهذا السؤال: كيف ستكون الحياة على المريخ؟
وأبرز هذه المقومات على سطح المريخ هو وجود قطعٍ صغيرةٍ من خام الهيماتيت، معدن غير قابل للذوبان في الماء، أتاح للعلماء استنتاج وجود صخورٍ رسوبيةٍ وبيئةٍ مائيةٍ إلى جانب وجود مجاري أنهارٍ مجففةٍ تشير لوجود أحداثٍ جليديةٍ حتى وإن كانت قديمةً على سطح كوكب المريخ.
رصد العلماء أيضًا بعض إيجابيات العيش في المريخ بعدما اكتشفوا وجود جليدٍ صلبٍ تحت السطح إلى جانب الثلوج مع المياه السطحية المتجمدة، وهذا يعني وجود مجاري مائيةٍ في وقتنا الحالي يُمكن الاعتماد عليها كمصدر للحياة.
وأحد أبرز النتائج المثيرة للجدل التي رصدها العلماء هو احتمالية وجود مياهٍ مالحةٍ سطحيةٍ تتدفق على جدران الفوهات المختلفة، ولكنها ما زالت قيد الدراسة.
إيجابيّات العيش في المريخ
قبل أن نربط الأحزمة ونعد العتاد وننطلق إلى كوكب المريخ، لا بد وأن نتعرف بموضوعية على إيجابيّات العيش في المريخ حسبما توصل العلماء حتى الآن، ويُمكننا القول إن الحياة على سطح كوكب تحتاج إلى توافر الكثير من المقوّمات.
وعلى كوكب المريخ توجد جميع المكونات الخام المطلوبة للحياة، ومنها: المياه السائلة والغلاف الجوي إلى جانب بعض الأدلة التي تشير إلى وجود حياةٍ ممكنةٍ على سطح المريخ.
وقد أبدت أكثر العقول إبداعًا في القرن الواحد والعشرين رأيهم في أهميّة استعمار البشر للمريخ، من أمثال؛ سيتفن هوكنغ، إيلون ماسك، باز ألدرين، وغيرهم قائلين إن تأسيس مستعمرةٍ بشريةٍ دائمةٍ على المريخ ليس خيارًا، بل ضرورة”، لكن ما السبب وراء قولهم، إليك بعضٌ من هذه الأسباب..
1.ضمان بقاء الجنس البشري، حيث يخاف البعض انتهاء الجنس البشري كما انقرضت الديناصورات.
2.استكشاف الحياة على المريخ، حيث لا يستبعد عالم الفلك البريطاني، كريستوفر إيمبي، حقيقة أن صخرة مريخيّة تمتلك الحياة على سطحها قد حطت على كوكب الأرض لتلعن شارة بداية الحياة عليه، وإن أردنا اختبار هذا بشكل فعلي، فعلينا إيجاد الحياة على المريخ.
3.تحسين جودة الحياة على الأرض، حيث يعتقد الدّكتور البريطاني أليكساندر كومار أن بإمكان البشر صنع استكشافات في مجال العلوم والتكنولوجيا على سطح المريخ، ومن الممكن تبني هذه الاكتشافات لتحسين جودة الحياة على الأرض.
مركبة الهبوط فايكنغ (Mars Viking)
في عام 1976، أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” مركبة الهبوط فايكنغ (Mars Viking)، وتم إجراء عدة تجارب بيولوجية وهي: تجربة إطلاق حراري، وتجربة تبادل الغازات، وتجربة كروماتوجرافيا الغاز.
وتوصلت هذه التجارب إلى:
- قرابة الـ 3% من كل النيازك التي تقع على الأرض تنشأ في الأساس من المريخ.
- تم اكتشاف بعض البقايا تشير إلى وجود حياةٍ عضويةٍ متحجّرةٍ نشأت من عملياتٍ غير عضويةٍ أيضًا.
- حدوث عملياتٍ موسميّةٍ تؤدي إلى إطلاق الميثان، وهذا يعني بدوره حدوث تغيّراتٍ مناخيّةٍ في الفصول على كوكب المريخ.
المريخ عليه الماء وتفاعلات كيميائية
مؤخرًا، ناقشت وكالة ناسا متمثلة في العالِمة الدكتورة موغيغا كوبر، محادثات في “جوجل” حول الحياة على المريخ، وأكدت أنه من المحتمل وجود حياة على المريخ في وقت سابق، وقالت: “نعم، الماء كان موجودًا على سطح كوكب المريخ، كما أن الكوكب عليه بعض الكيمياء المثيرة للاهتمام، والتي من المحتمل أن تشير إلى وجود حياةٍ على سطح الكوكب”.
وأشارت العالِمة كوبر أن وجود الماء والتفاعلات الكيميائية إشارة إلى وجود حياةٍ سابقةٍ على كوكب المريخ، وربما أيضًا كانت توجد حياةٌ على كواكبٍ أخرى، إلا أننا في كوكب الأرض لم نكتشف ذلك بعد.
رحلة مستمرة لإثبات الحياة على المريخ
وحتى الآن يُمكننا القول إن جهود العلماء ما زالت مستمرة لإيجاد إثباتات بالحياة على المريخ، والتعرف على المكونات التي توجد على سطح الكوكب الأحمر وتُساعد في وجود حياة.
وقد توصّل الباحثون في وكالة ناسا إلى وجود كربونٍ عضويٍّ على سطح كوكب المريخ، وهذا الكربون مرتبط بذرة الهيدروجين في الصخور، وإجمالي الكربون العضوي مقياسٌ وإشارةٌ إلى وجود تفاعلات الحياة الأولية.
وربما خلال المستقبل القريب أو البعيد تظهر المزيد من الإثباتات والمقومات للحياة على المريخ وكيف سيُمكننا العيش هناك، وهل الكوكب الأحمر هو أفضل كوكب لنا بعد الأرض لإقامة حياة كاملة عليه؟ وهل يعيش الإنسان على كوكب المريخ في يومٍ من الأيّام؟